الحزب يخوض المعركة والسلطة تتفرج والجيش يواكب


On 22 July, 2017
الحزب يخوض المعركة والسلطة تتفرج والجيش يواكب

طغت المواجهات الجارية بين " #حزب_الله" والتنظيمات الارهابية المسلحة في جرود #عرسال على ما عداها من إهتمامات داخلية، ناقلة البلاد إلى مشهد جديد ومرحلة ستختلف عناوينها حكما فور بلورة نتائج المعارك الدائرة. 

وإذا كان "حزب الله" الذي أعلن مرارا عن إعداده العدة لإطلاق عملية "تطهير" الجرود كما وصفها، فإن العملية التي إنطلقت قبل يومين ترافقت مع غض نظر رسمي داخلي، في ظل عدم وجود أي مبرر أو ذريعة يمكن للسلطة أن تتكىء عليهما للخروج بموقف واضح مما يجري، خصوصا وأن المعارك تجري على اراض لبنانية وأن الجيش اللبناني المولج مهمة حماية الحدود ، يقوم بدور تطويق بلدة عرسال بهدف حماية الاهالي ومنع تسلل المسلحين اليها، فيما استهدفت مدفعيته معبر الزمراني الذي يربط الاراضي اللبنانية بالاراضي السورية ويؤدي الى الجرود، كما إستهدف المسلّحين في اكثر من موقع منها وادي الزعرور وجنوب وادي الخيل ووادي الدم وصفا اللزاب ودمّر آلية مضاد وفي شميس وادي الدم، فيما كانت تحاول التسلل في اتجاه مراكزه في عرسال.

وليس واضحا بعد مستوى التنسيق القائم بين الحزب والمؤسسة العسكرية في هذا المجال، بحسب ما تقول مصادر سياسية مواكبة، متسائلة عن سبب الصمت الرسمي إن على المستوى الرئاسي أو الحكومي حيال ما يجري، وهل هو يخفي غطاء سياسيا غير معلن للحزب لإنجاز عمليته أو يغطي ضعفا عن مواجهة الواقع؟ علما ان العمليات الجارية لا تقتصر على "حزب الله" في مواجهة التنظيمات، بل يشاركه فيها النظام السوري عبر غارات يقوم بها سلاح الطيران السوري لمساندة الحزب، ما يطرح اكثر من علامة إستفهام حول الور السوري على الاراضي وفي الاجواء اللبنانية.

 وتخلص إلى القول بأن السلطة محرجة في كلا الحالين بسبب عجزها عن الاعلان صراحة عن تغطيتها لما يقوم به الحزب، أو عن إفتقادها للقدرة على الحلول محله في ما يقوم به، مشيرة إلى أن هذا ما دفعها إلى الالتزام بالصمت وعدم الدخول في متاهات الافصاح عن موقف رسمي قد تكون إرتداداتهصعبة على لبنان وسط النار المتأججة إقليميا حوله، وعشية زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن والتي سيتبعها الشهر المقبل زيارة لقائد الجيش العماد جوزف عون هي الثانية في غضون اشهر قليلة، خصوصا وان لبنان يحرص على التمسك بسياسة الناي بالنفس عن الحرب السورية وعن الصراع الايراني – الخليجي بالحد الادنى من الاضرار.

وفي حين إستمرت المعارك طيلة يوم أمس، على نسب متفاوتة من الهدوء والشدة، إنحصرت المعلومات الواردة من الجرود بالبيانات الصادرة عن الاعلام الحربي للحزب والتي افادت عن تقدم كبير لعناصر الحزب وإحتلال مواقع إستراتيجية في الوديان والتلال، ما يؤشر إلى إمكان حسم المعركة في وقت أقل مما كان متوقعا بعدما ترددت توقعات عن إمكان أن تطول المعارك لاسابيع. ومساء ترددت معلومات تناقلتها محطة إن بي إن التلفزيونية عن إعتقال أمير "جبهة النصرة" في القلمون أبو مالك التلي. لكن لم يصدر ما يؤكد صحتها.

وعلى وقع معارك عرسال، وصل رئيس الحكومة سعد الحريري إلى وشنطن حيث يبدأ زيارة يلتقي خلالها عدد من المسؤولين في الادارة الاميركية ويتوجها الثلثاء بلقاء مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وينتظر ان يستأثر هذا الموضوع بحيز كبير من المحادثات خصوصا وأن الحريري يحمل معه طلب لبنان إستمرار الدعم الاميركي للجيش والمؤسسات الامنية والعسكرية في معركتها ضد الارهاب. وثمة تساؤلات كثيرة تطرح في الاوساط الاميركية حول دور "حزب الله" في هذه المعركة والعلاقة التي تربطه بالجيش على مستوى التعاون والتنسيق.

ولن يغيب كذلك ملف العقوبات التي يستعد الكونغرس الاميركي لمناقشتها صمن مسودة القانون المقدم من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس إد رويس، خصوصا وأن نشر المسودة تزامن مع بدء الحريري زيارته إلى واشنطن.

المصدر النهار 


إقرأ أيضاً

مصلحة الشؤون العمالية في الكتائب: للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الأحد
"يأكلون الكافيار ويدخنون السيجار ويفقّرون الفقراء"... مَن سيطعن بالضرائب؟