https://www.traditionrolex.com/8


الرئيس «غاضب».. الجيش «جاهز»… والسعوديّة تحسم موقف الحريري


On 18 July, 2017
الرئيس «غاضب».. الجيش «جاهز»… والسعوديّة تحسم موقف الحريري

أشارت “الديار” الى أن موافقة الرئيس سعد الحريري على تغطية العملية العسكرية «المدروسة» للجيش تعتبر استلحاق سياسي وحجز مكان في عملية واقعة لا محالة، وبحسب تلك الاوساط، فان قيادة الجيش انجزت قبل مدة دراسة شاملة عن الاوضاع في عرسال وجرودها، وتداعيات ما يحكى عن عملية عسكرية قريبة سينفذها الجيش السوري وحزب الله في الجرود، تم وضع سيناريوهات افتراضية عن كيفية تحرك المسلحين في تلك المناطق، وتبين انه لا مفر من تدخل الجيش في لحظة معينة في القتال الدائر مع وجود معطيات جدية تفيد بمحاولة دخول المسلحين الى مخيمات عرسال وحتى الى البلدة، وهذا ما حتم وضع خطط عملانية للتحرك السريع على الارض لتفادي حصول اخطاء ميدانية حصلت في السابق نتيجة حسابات سياسية «اربكت» تحركات الجيش «وكبلت» حركته… وبقية القصة معروفة.

وفي هذا الاطار لم يتردد رئيس الجمهورية ميشال عون، في تقديم الغطاء السياسي المطلوب لقائد الجيش العماد جوزيف عون، للمضي قدما مع القيادة العسكرية، للتحرك على الارض بما يحمي القرى اللبنانية ويؤمن «ظهر» الجيش ولا يجعله مكشوفا امام هجمات المسلحين المحتملة، الرئيس «استشاط» غضبا قبل ايام، بعد بلوغ الحملة ضد الجيش حدودا غير مقبولة، واعتبر ان ثمة من يريد اعادة «عقارب الساعة الى الوراء»، مؤكدا انه من غير المسموح ان «يغبر» اي احد على «رينجر» اي عسكري وضابط في الجيش.. وابلغ من يعنيهم الامر ان المؤسسة العسكرية لا تحتاج اي غطاء سياسي كي تتحرك، وهو بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة قد اعطى «الضوء الاخضر» المطلوب للقيام بما هو ضروري على الحدود الشرقية.

طبعا الرئيس الحريري كان في اجواء هذه التطورات، لكن ثمة اسباباً عديدة دفعته الى هذا الموقف، لكن السبب الاهم، برأي تلك الاوساط، يرتبط بالخلاف السعودي -القطري الذي كان له التأثير المباشر على قرار رئيس الحكومة، فالرياض ترغب بشدة في «تأديب» الدوحة وتعمل على محاصرتها على مختلف الاصعدة، وكما يحصل ميدانيا في الغوطة الشرقية عبر تكليف «جيش الاسلام» مهمة تصفية « فيلق الرحمن» وعناصر «جبهة النصرة» التابعين للاستخبارات القطرية، رفعت المملكة «الخطوط الحمراء» التي كانت مرسومة سابقا بحكم التحالف الوثيق مع قطر في سوريا، ولم تعد مجموعة ابو مالك التلي تحظى باي غطاء سياسي سعودي، بعد ان كانت توظف في وجه حزب الله، ومن هنا يمكن فهم قرار رئيس الحكومة برفع «الفيتو» عن اي عملية تساهم في اجتثاث تلك المجموعات، لان الامر بات يتماشى مع المصالح العليا السعودية.
وفي هذا الاطار، «يبيع» الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «موقفا»، لكن من «كيس» السعودية، وهو بموقفه هذا يؤمن الغطاء السني للجيش للتحرك في بيئة محسوبة على تيار المستقبل، ويصيب اكثر من «عصفور» بحجر واحد، من جهة يرضي الرغبات السعودية، ومن جهة اخرى يسلف الرئيس موقفا يأمل في ان يقطف ثماره في الانتخابات النيابية، وحكومة العهد الاولى بعد الانتخابات.
وبحسب تلك الاوساط، لا تتوقف «المكاسب» عند هذا الحد، فرئيس الحكومة الذي يوضب حقائبه استعداداً لزيارة واشنطن، يعرف جيدا ان الادارة الاميركية «مهووسة» بملف مواجهة الارهاب، والمساعدات للجيش اللبناني تقدم على هذا الاساس وتحت هذا العنوان، وهو يعتقد ان واشنطن لم تعد تستثمر في ملف الحدود اللبنانية، وما يهمها حصرا في هذه المرحلة التقليل من وهج «انتصار» حزب الله في المواجهة المرتقبة، واشراك الجيش يخدم برأيهم هذه «النظرية»، ولذلك لا يرى الحريري ضيرا في الدخول شريكا «مضاربا» في تقاسم الارباح عندما تحصل جردة لاحقة في الاسباب التي ادت الى نجاح العمليات العسكرية، وعندها ستكون «الماكينة» الاعلامية جاهزة للحديث عن «الغطاء» من قبل رئيس الحكومة والذي كان حاسما في تغيير تفكيك «الالغام» من طريق الجيش.

الديار






إقرأ أيضاً

معركة بعبدا: القوات تحرج غاريوس فتُخرِجه من السباق
نادر صعب: ذاهبون الى القضاء

https://www.traditionrolex.com/8