https://www.traditionrolex.com/8


قصّة ميركل و"معامل الكهرباء" في لبنان: "سيمنز" توضح لـ"النّهار"


On 24 September, 2018
قصّة ميركل و"معامل الكهرباء" في لبنان: "سيمنز" توضح لـ"النّهار"

الكلام كهربائي. ومئات التعليقات "مكهربة"، لم توفّر في الايام الماضية المسؤولين القيّمين على ملف الكهرباء في لبنان. خبر لم يتجاوز الثلاثة اسطر عن استعداد #المانيا لبناء معمل، أو حتى "معامل"، تؤمن الكهرباء "لكل لبنان"، "24 ساعة على 24". وبوست ايضا مماثل بكلمات معدودة. وقد استقطبا اهتمام اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي والـ"واتساب"، وحصدا مشاركات واسعة. ولكن ما صحتهما؟ وهل هما جدّيان ام مجرد شائعات كاذبة؟ 

"النهار" دقّقت لكم. Fact Checking

الوقائع: بوست مع صورة، والموضوع يتعلق بالكهرباء. وفي المضمون: "مدير شركة #سيمنزالالمانية سلّم الى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في حضور (المستشارة الالمانية) انغيلا ميركل، ملفاً فيه خطة لتأمين معمل من اجل توفير الكهرباء لكافة الاراضي اللبنانية خلال 6 اشهر، بكلفة 800 مليون أورو. غادر الوفد الألماني ولم يحصل على جواب الى الآن". نص بالأزرق العريض، وقد أُرفق بصورة لرئيس مجلس ادارة "سيمنز" #جو_كايزر

خبر آخر يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي. يكاد المضمون يكون نفسه، لكن هذه المرة تُقحَم المستشارة الالمانية #انغيلا_ميركل في الأمر. "سرّبت معلومات صحافيّة ألمانيّة تفيد بأنّ المستشارة أنغيلا ميركل أبلغت المسؤولين اللبنانيّين استعداد بلادها لبناء معامل كهرباء بقيمة 800 مليون دولار فقط تغطي لبنان بكامله 24 ساعة على 24، ولعدد سكان يبلغ 7 ملايين نسمة. وقدّم الفرنسيّون والإيطاليّون كذلك عروضاً مماثلة". 

البوست المتداول والمتعلق برئيس مجلس ادارة سيمنز جو كايزر. 

التدقيق: في وقت كان من الصعب تحديد المصدر الرئيسي الذي نشر أولاً البوست عن "سيمنز"، قبل تناقله في "الفايسبوك" وعلى الـ"واتساب"، أمكن تحديد مصدر الخبر الآخر، وهو موقع الكتروني لبناني نشره في 3 آب 2018، ثم نقلته عنه حرفيا صفحات لمواقع اخرى في "الفايسبوك". وفي كل الاحوال، لم يبيّن الموقع من أين استقى هذه "المعلومات الصحافيّة الألمانيّة"، أو أين وجدها، بما يضفي على الأمر غموضاً، ويثير تكهنات حقيقية حول صحة هذه "المعلومات" وجديتها. 

كذلك، أورد الخبر "معامل"، بدلا من "معمل"، كما في البوست، مع تباين واضح في تفصيل مهم: 800 مليون دولار (في الخبر)، بدلا من الأورو (البوست). وهذا من شأنه ان يثير ايضا تساؤلات عن حقيقة هذا الرقم ومدى جدية البوست، او الخبر. وقد ذهبت الرواية في احد الاماكن الى التأكيد أن الكلام الألماني "مسجّل في محضر رسمي لدى أحد كبار مراجع الدولة"، ولكن من دون تحديد هويته.  

الخبر الذي يتم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي.

خبر المعامل الالمانية، كما تم تناقله على صفحة في "الفايسبوك". 

-الخميس 21 حزيران 2018، بدأت ميركل زيارة لبيروت، يرافقها وفدٌ اقتصادي ضمّ "رؤساء لأهم الشركات الألمانية، في مختلف القطاعات من المياه والكهرباء والبنية التحتية وغيرها، بينهم رئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز" جو كايزر". وقد اختتمتها الجمعة 22 منههل قدّمت المستشارة ميركل، او شركة "سيمنز"، بشخص رئيس مجلس ادارتها جو كايزر، عرضاً الى المسؤولين اللبنانيّين "لتأمين معمل أو معامل كهرباء، بكلفة 800 مليون دولار أو أورو"؟  

-جواب الحكومة الألمانيّة: رداً على سؤال "النهار"، يقول متحدث باسم الحكومة الألمانية: "نرجو منك ان توجهي هذا السؤال الى شركة "سيمنز". لا يمكننا ان نؤكد او ان ننفي اي قرارات مؤسسية لـ"سيمنز" في لبنان.  

اما في ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية اللبنانية بألمانيا عموماً، فقد قالت المستشارة ميركل، خلال مؤتمرها الصحافي مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في بيروت في 22 حزيران، الآتي: (تصريحها بالالمانية، مع ترجمة غير رسمية له الى الانكليزية) "رأينا أن لدى حكومتكم خططا ملموسة جداً للاستثمار من أجل مصلحة الشعب اللبناني. أعتقد أن ألمانيا يمكن أن تقدم مساهمة جيّدة هنا، في مجال الطاقة وإدارة النفايات". ولا شيء آخر نضيفه الى هذا التصريح". 

اجتماع بين ميركل والحريري، في حضور اعضاء الوفد الالماني المرافق (النهار). 

ميركل والحريري (النهار). 

-جواب شركة "سيمنز": رداً على السؤال نفسه، أعلنت شركة "سيمنز" لـ"النهار" الآتي: "في وقت شركة "سيمنز" مستعدة لدعم لبنان في متطلباته في مجال الطاقة، فإننا لم نوقّع أو نتفاوض مع الحكومة اللبنانية على اتّفاق مماثل. ومتى وإذا تحقّق ذلك، فسنعلنه من خلال قنواتنا الرسمية". وهنا بيان "سيمنز" بالانكليزية:  

While Siemens is ready to support Lebanon with its power requirements, we have not signed or negotiated such a deal with the Lebanese government. When and if this materializes, we will communicate it through our official channels

-جواب مصدر مطلع قريب من الرئيس الحريري لـ"النّهار": "ليس صحيحا اطلاقا ان ميركل او "سيمنز" قدمتا الى الحريري عرضاً ببناء معمل او معامل كهرباء في لبنان بكلفة 800 مليون دولار او أورو، وفقا لما يزعم البوست او الخبر المتداول". 

ما سمعه الحريري هو "استعداد الماني للمساهمة في مجال الكهرباء في لبنان. قالوا (اي الالمان) انهم قادرون على خفض الخسائر التقنية على الشبكة الكهربائية بنسبة 50 في المئة خلال 6 اشهر، وذلك تقدمة من الحكومة الالمانية. كذلك ابدوا استعدادهم للمساهمة في بناء معامل". 

ويضيف المصدر: "بالتأكيد "سيمنز" مستعدة، على غرار شكرات اخرى، كجنرال الكتريك وميتسوبيشي، للمساهمة في بناء معامل كهرباء. لكن ذلك يخضع للمناقصات". ويتدارك: "كل الشركات مستعدة لبناء معامل لقاء مبلغ من المال". 

ميركل والوفد المرافق عند رئيس الجمهورية ميشال عون (النهار). 

 -من جهته، تكلم وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل على "تشويه" للحقائق في ما يتعلق بما يتردد على موضوع "سيمنز"، وعلى "تضخيم" في الكلام. وأوضح في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" (4 آب 2018) ان "اجتماعا حصل بيننا وبين الفريق الالماني. وكان معنا الوزير رائد خوري، ورئيس مجلس الانماء والاعمار، وعدد من المسؤولين اللبنانيين. وكان هناك ايضا وزراء ألمان، ورئيس "سيمنز" جو كايزر. وقد سألني: لا اعرف لماذا استغرقكم كل هذا الوقت لتجدوا حلا لمشكلة الكهرباء. قلت له: لدينا تصوّر لحل مشكلة الكهرباء، وقد وضعناه عام 2010. لكننا مررنا بأزمات سياسية عدة... أثّرت على سير العمل، لذلك تأخرنا".  

وروى الحديث كما يتذكره: "قال لي (اي كايزر) انهم قادرون على أن يحضروا وحداتهم الـ40 ميغاوات، خلال اسبوعين، وبكلفة 9 سنت. قلتلو: Très Bien (جيد جدا). بس 9 سنت ع الغاز او الفيول؟ قال لاء، 9 سنت ع الغاز. بس هلق بعد ما إجا لعنا الغاز. بدنا نشغلن ع الفيول او الغاز اويل، والغاز اويل غالي. طيّب هودي دارة مقفلة أو دارة مفتوحة؟ قال هاو دارة مفتوحة. قلنالو يعني هاو بيصرفو 258، 259 غرام بالكليووات؟ قال ايه صبتا. قلنالو بس نحن عم نقدر نصرف 195 و190 غرام بالكيلووات. قلتلو هاو الـEfficiency تبعن 33، 34 بالمية؟ قال صبتا. قلتلو بدنا نشغلن على المازوت؟ قال ايه. قلتلو يعني صار السعر 27، 28 سنت. قال صحيح. قلتلو بس نحنا بالسعر الغالي عم نوصل للـ14 لنصّن ع السفن... أنّو عطانا حلّ حقو 28 سنت، قلنالو نحن على السعر الغالي للفيول عم نجيب بـ14، قال لكن الحل تبعكن أزبط. وهيدا كل يللي صار...".  

النتيجة: البوست والخبر موضع التدقيق ليسا صحيحين، نظرا الى ان الجهتين الرئيسيتين، الالمانية ممثَّلة بشركة "سيمنز"، واللبنانية ممثَّلة بالرئيس الحريري، تؤكدان عدم صحة ما يوردانهما. ومن شأن ذلك وضعهما في خانة الاخبار الزائفة او الشائعات الكاذبة.  

hala.homsi@annahar.com.lb






إقرأ أيضاً

ميريام سكاف لسيزار المعلوف: لا يحق له الاستنباط والاستشراف والتحدث بلسان الاخرين
عون للفيغارو: نحن نعتمد سياسة النأي بالنفس تجاه النزاعات في المنطقة وتحديدا في سوريا واذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء اسرائيلي فما من طلقة واحدة ستُطلق من اراضيه

https://www.traditionrolex.com/8